إننا نرى اليومَ معالمَ جديدة تتناقضُ مع الدِّين القويمِ، تحتَ مسميات الحداثة، واللافت للأمر أنَّه قد بدأ التيَّار الحداثي يتوغَّلُ في عالمنا، ويؤثر على أبنائنا، مفرزاً لهم الكثير من المفاهيم والأفكار، وجلّها ينصبُّ حولَ المرأة، إذ المرأة في التيار الحداثي هي ساحة العِرَاكِ اليومِ، ومن تلك المواضيع المطروحة، تقييد حرية الرجل في الطلاق، والذي شدّنا لكتابة هذا البحث، هو الحاجة الملحَّةُ للكتابة فيه بالدرجة الأولى؛ لما يترتَّبُ عليه من آثار، وغيابُ دراسةٍ مستقلَّةٍ في هذا الموضوعِ من الجانب الآخر، وقد اتبعنا فيه المنهج الاستقرائي والنقدي، وقد جعلنا هذه الدراسة في تمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة، أمّا التمهيدُ فكان للحديثِ عن الآياتِ القرآنيّة المعنيَّةِ بالطَّلاق، وجرى فيها خلاف في القراءة الحداثيَّة، وأمَّا المبحثُ الأوَّل: فيتحدَّثُ عن القراءة الأصليَّة لآياتِ الطَّلاق، وأمَّا المبحث الثَّاني: فللحديثِ عن قراءةِ الحداثيين لآياتِ الطَّلاقِ، وأمَّا المبحث الثّالث: فكان للردِّ على شُبهِ الحداثيين المتعلِّقة بالطَّلاق من خلالِ قراءتهم الحداثيَّة، ثمّ تأتي خاتمةُ البحثِ، وفيها أهمُّ النتائج والتَّوصيات. ولقد وصل الباحثان إلى نتائج عدَّه أهمُّها: أنَّ المفهومَ من القراءةِ الأصليَّةِ لآياتِ الطَّلاقِ: هو أنَّ الطلاق حقٌّ للزوجِ، وهو صاحبُ القرارِ فيهِ، خلافًا لما أثارتهُ القراءةُ الحداثيَّةُ حولَ قضيَّةِ الطَّلاقِ.